· المكان: مدينة الملاهي المصرية "دريم بارك"
· الزمان: شتاء عام 2008
· المشهد: شاب عادي الهيئة، بسيط المظهر يجلس بجوار خطيبته المحجبة في مدخل البارك أمام كافية ما من الكافيهات المنتشرة هناك..
الشاب يسمع أغنية رومانسية منتشرة في الأجواء عبر مكبرات الصوت، ينهض من مكانه وينحني ليهمس شيئاً في اذن خطيبته .. تنهض خطيبته وعلى وجهها ابتسامة منيرة .. يأخذها بين ذراعية ويرقصان معاً .. بهدوء .. بحب .. برومانسية شديدة .. بمرح .. بخفة قدم وبهجة روح..
ويتحول المشهد أمامي والذي أتابعه من داخل الكافية الذي اجلس فيه إلى :
· المكان: سحابة بيضاء متعلقة بأهداب السماء
· الزمان: لا وجود له ولا تقدير .. إنه لحظات مقطرة من السعادة لا وصف لها
· المشهد: فارس يأخذ حبيبته بين ذراعية .. ينظر في عينيها بوله .. تبادله النظر بخجل .. يديرها في خفة .. تبتعد عنه مقدار ذراع، لتقترب من صدره تريح رأسها عليه في سعادة.
تمتزج الموسيقى باللحظة الفريدة فلا يدرك الناظر إليهما هل تنبعث هذه الأنغام منهما أم من حولهما .. يميلها للوراء قليلاً .. يسندها بذراعه بينما يمسك يدها بالأخرى .. يذهب بها ومعها إلى عوالم أخرى .. يتلاشى الزمان والمكان من حولهما .. لا وجود لنظرات الناس .. لا وجود إلا للسحابة التي يخطوان عليها بخفة ومرح خفيف يمتزج مع رومانسيتهما، لا يرى غيرها .. لا تحتل عينيها إلا صورته .. لا تفارق الابتسامة شفاههما .. يأخذها بين ذراعيه .. ينظر إليها..
يهمس: احبك ..
تستقر نظراتها بين دفتي عيناه مثلما استقر قلبها قبلاً بين ضلوعه..
تهمس: أعشقك ..
يستمر في مراقصتها .. تنتهي الأغنية الحالمة وتسود الأجواء ألحان صاخبة تنبعث من مكبرات الصوت لتخرجهما من حالة الوجد التي كانا فيها .. وتعود بهما من فوق سحابة الحب إلى سطح الأرض .. يبتسم كل منهما في وجه الآخر .. ينحني ليلتقط حاجياتها .. يأخذ يدها ويغادران مشياً ..
أتابعهما بنظراتي حتى يختفيان عنها .. أفيق من ابتسامتي على لكز صديقتي لذراعي وهي تقول لي: بتضحكي على أية مش بسألك على حاجة !! مابتجاوبيش لية؟!
انظر إليها مندهشة وأرد: مش كنا بنتفرج على الاتنين اللي كانوا بيرقصوا سلو سوا دلوقت؟! .. سؤال إيه؟!
ترد باندهاش حقيقي: أتنين مين وبيرقصوا فين؟!
انظر حولي لاكتشف أن لا احد ممن حولي قد عاش معي اللحظات المنصرمة من الرومانسية والجو الحالم الذي كان يدور هنا .. اكتشف أن لا احد ممن كان يجلس حولي على الطاولة انتبه للأمر .. لم ير احدهم هذا المشهد الحقيقي للحب والذي جاء أمامي لينير وحدتي ويعيد لشفاهي البسمة، ويعيد لقلبي الأمل في الحب من جديد.
كانت صديقتي منشغلة بخطيبها الجالس بجوارها وصديقتي الأخرى منشغلة بصديق خطيب صديقتي في محاولة فاشلة منها لجعله خطيبها .. نظرت حولي فإذا بالطاولات الأخرى ممتلئة بشباب وفتيات لم يعودوا يدركون معنى الحب ولا يقدرون الرومانسية في فعل بسيط كهذا .. ولكني حمدت ربي أن رأيت ما رأيت ، فقد كنت قد بدأت أفقد إيماني بوجود الحب في دنيانا ولكنه قيض لي من غير هذه النظرة للدنيا .. وقيض لهما أن يراهما من يتذكر هذه اللحظات ليكتب عنها.
أرجو أن يكونا الآن في مثل سعادتهما في هذه اللحظات،،
حدث لي هذا الموقف مع حبيبتي ولكن في مول تجاري كبير وكن يجلس في منتصف هذا المول التجاري عازف بيانو بعزفه لمقطوعات في منتهى الرومانسيه وكانت هي تتهيا في المكان المخصص للسيدات وعندما خرجت أخبرتني بأنها كانت تسمعه من الداخل فنظرت لعينيها وطلبت بل توسلت اليها لأراقصها ولكن..... لم تستجب ولم أجد الا نفسي وفي خيالي أراقصها لأني فعلا أعشقها مع الفارق هما رقصا في واقعهما برغبتيهما أما أنا فرقصت بعشق فقط بخيالي
ردحذف