السبت، 12 مايو 2012

لماذا حبيبي ..

عندما ناديتك حبيبي وسألتك بعيوني قبل كلماتي: لماذا لم تعد تخبرني عن مشاعرك؟!
لماذا قل كلامك الجميل الذي كنت تهمس به في آذاني؟!
لماذا ناءت عني عيونك وآذانك عندما طلبت أن اسكنهما؟!
حبيبي..
لماذا لم تعد تقول لي: يا ملاكي؟!
حبيبي..
لماذا لم تعد تبذل مجهودا في حبك لتظهره لي دوما كما كنت تفعل؟!
أين ورودك التي كنت تغمرني بها؟!
أين نظراتك التي كنت تغرقني فيها؟!
آه حبيبي..
أين أنت مني؟
عندما ناديتك بكل هذا وأكثر حبيبي ..
فوجئت بك تصمت قليلاً، لم اعرف على وجه التحديد اهو صمت التفاجؤ لأن هذا شعوري بالفعل، أم انك تستنكر شيئاً قلته..
ثم سمعتك تقولها..
بكل الدهشة التي يمكنك أن تحمل بها صوتك سمعتك تقول:
"" إيه العبط ده"" ؟!!!!!!!

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

دموع لن تجف


مرتدية فستانها الأسود القصير .. منتعله حذائها الأسود الأنيق .. وقفت أمام باب منزله تقدم قدم وتؤخر الأخرى .. همت بالنقر على الباب .. تراجعت وأنزلت يدها بجوارها .. أخرجت المفتاح الصغير من حقيبتها السوداء الصغيرة.. أدخلته في ثقب المفتاح وأدارته .. دخلت المنزل الذي تعرفه جيداً، فقد زارته فيه مراراً .. اتجهت نحو السلم المؤدي للدور العلوي .. وقفت أمام المرآة الطولية الموضوعة على الجدار .. نظرت لزينتها وأرجعت شعرها للخلف .. تعلم انه يحب شعرها هكذا، منسدلا خلف كتفيها .. تنهدت وأمسكت بالدرابزين الخشبي .. صعدت ببطء .. لا يوجد احد في المنزل .. لا تسمع صوت آت من أي مكان .. تعلم أن والدته متوفيه ووالده حتما خارج المنزل في هذا الوقت .. توجهت لغرفته وفتحت الباب .. وقفت في مدخل الغرفة تدير عينيها فيها .. لم يتغير فيها شئ منذ تركتها أول أمس حتى ملاءات الفراش لم يتم تغييرها .. ابتسمت حين تذكرت مناكفاتها معه بشأن نظافة غرفته فهو يترك كل شئ لمدبرة المنزل التي تأتي ثلاثة أيام في الأسبوع لتنظف المنزل وتترك له ولأبيه في الثلاجة طعام يكفيهما لحين عودتها مرة أخرى .. تذكرت كيف أنبته لعدم مساعدة المدبرة في تنظيف الفوضى التي يتركها خلفه .. خطت داخل الغرفة حتى وصلت للمزينة الموجودة بجوار النافذة .. التقطت فرشاة شعره .. أمسكت بطرف شعرها من أسفل ومشطته بفرشاته .. تركت الفرشاة من يدها .. وتوجهت نحو المنضدة أسفل النافذة .. التقطت احد اسطواناته والتي تعشق أغانيها .. أدارت الاسطوانة فانبعثت أغنيتهما المفضلة والتي طالما رقصا عليها معا .. أمسكت بصورته الموضوعة على المنضدة الصغيرة بجوار الفراش .. نظرت مطولاً لعينيه ولابتسامته المنيرة .. ابتسمت وهي تمرر أناملها على شعره .. قبلت صورته وأخذتها في حضنها .. توجهت نحو فراشه وهي تتساءل كيف تبدو هذه الغرفة كبيره الآن من دونه .. التقطت سترته الجلدية من على طرف الفراش الغير مرتب وهي مازالت ممسكه بصورته .. جلست على فراشه .. اشتمت سترته مستمتعة برائحته المميزة والتي تعشقها .. نظرت للفراش وابتسمت .. كانت هنا ليلة أول أمس .. على فراشه .. بين ذراعيه .. تذكرت إحساسها به .. بلمساته عليها .. بنظرة عينيه تحتضنها قبل يديه .. فرت دمعة صغيرة من ركن عينيها .. احتضنت سترته الجلدية وأمالت جسدها على طرف الفراش .. تكومت على نفسها مثل طفل صغير .. وضعت صورته بجوارها على الوسادة .. نظرت لابتسامة عينيه .. احتضنت سترته بقوة وقد انهمرت دموعها ولم تعد لها سيطرة عليها وهي تعي جيداً أن هذا آخر عهدها به .. ان هذه الذكريات هي كل ما تبقى منه .. وان الرائحة المميزة له ستختفي قريباً من سترته الجلدية .. لن يحتضنها بعد الآن أبدا ولن يخبرها أنها حبه الوحيد ثانية .. أغمضت عينيها على عذابها .. لم يكن من المفترض أن يتركها وحيده فقد كانا يخططان لحياة سعيدة معاً .. لم يكن من المفترض أن تنهي سيارة مسرعة ذات قائد سكران هذه الأحلام وهذه الحياة .. لقد كان فقط في العشرين من عمره، كانت الحياة أمامهما مليئة بالآمال والتوقعات .. اعتزما أن يتخرجا هذا العام ويسافران معا في رحلات استكشافية قبل أن يحددا ما الذي يريدان فعله في حياتهما، ويبدآن في خوض معترك العمل .. كانت تحبه بكل كيانها .. تعرفه منذ أن كان عمرها ثلاثة أعوام .. منذ أن انتقلت أسرتها للمنزل المجاور وادخلا معاً نفس الحضانة، لم يفترقا من أول يوم وأصبحا أصدقاء طفولة ..وقفت بجواره حين فقد أمه في الثالثة عشر .. خففت عنه كثيراً .. وكبرا ليبقى بينهما الخجل الرائع الذي يبدأ به الصبا .. اعترف لها بحبه حين كانا في الخامسة عشرة عندما لاحظ أن زميلاً لهما في المدرسة الثانوية بدأ بالتقرب منها ودعوتها لحضور حفل مدرسي .. هنا لم يستطع أن يكبح جماح نفسه .. اقترب منها وعلامات الغضب بادية في عينيه واخبرها أنها لا تستطيع مرافقة هذا الشاب إلى الحفل .. سألته ببراءة أنثى ما تزال في كون التطوير: ولماذا؟! .. أجاب بغضب رجل صغير: لأنك ستذهبين معي.
ابتسمت بكل سعادة وهي تعلن موافقتها بهزة صغيرة من رأسها .. لم تكن موافقة على الذهاب إلى الحفل فقط بل كانت موافقة منها على بداية عهد جديد بينهما .. عهد من الحب .. عاشا معاً خمس سنوات رائعة من السعادة .. لم يكونا يفترقان ولم يقل الشغف في قلوبهما ابداً ..
بكته بحرقة وهي ترى جثمانه يثوى في التراب .. أوشكت أن ترمي بنفسها فوق التابوت .. أمسكت بها صديقتها في أخر لحظة وأخذتها بعيدا عن الجنازة .. توجهت لمنزله وهي تعلم أنها أخر مرة .. بكت وهي تعرف أن دموعها لن تجف قريباً.

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

سابتعد عنك قليلاً..


     سأبتعد عنك قليلاً .. فقط لفترة وجيزة .. لا .. لا تحاول رؤيتي أو سماع صوتي، فلن تنول ما تحاول من أجله..
سأبتعد عنك فقط قليلاً حبيبي..
     سأبتعد عنك وروحي معلقة بك .. سأحرم نفسي من رؤياك وعيناي حزينتان تبحثان عنك .. سأفتقد لصوتك بالرغم من رغبتي في افتقاده..
     لا تتعجل فترتسم ملامح الدهشة على وجهك ويملأ الظن قلبك .. بالطبع مازلت أحبك .. بالتأكيد لا أريد البعد عنك بقدرك .. ولكنك أنت من تجبرني على هذا حبيبي ..
حبيبي .. أرجوك افهمني ..
     أنت تعلم أنني أحبك .. تعلم هذا علم اليقين .. وهذا اليقين هو ما أوصلنا لما آل إليه حالنا .. لقد تيقنت من حبي لك وامتلاكك لقلبي فبدأت تتكل على مغفرة هذا القلب لجميع أخطاءك وأسرفت في إهمال هذا الحب ورعايته وإنماؤه .. اعتقدت أن الحب طالما وجد فما الداعي لزيادته!!..
     خطأ حبيبي .. الحب طفل ويظل طفلاً يحتاج لرعاية دائمة .. يحتاج لتفهم .. لحنان .. لتدليل .. لكل ما كنت تفعله قبلاً محاولاً جذبي إليك ..
حبيبي هل أخذتك الحياة مني ؟!..
     نعم للأسف .. هل سلمت بوجودي وأيقنت أنني لن أتركك أبداً فلم تعد تهتم بما تقوله أو تفعله طالما أن رصيد حبك لن ينفذ أبداً؟!..
بالتأكيد فعلت ..
     حب عمري .. عشقي وعالمي كله .. لن ينفذ رصيد حبي لك .. ولكن ألا تريد زيادته؟!.. تستطيع أن تسحب منه ما تشاء ولكن زد رصيدك في نفس الوقت..
     حياتي .. لا تعاملني كأنني أمر مفروغ منه .. أنت لا تمتلكني حتى لو امتلكت ما يثبت ملكيتك لي .. حبي لك هو ما ملكك على قلبي .. ليست ورقة من صنع البشر يزيلها توقيعك هي ما تخولك ملكيتي ..
     حبيبي .. حاولت معك كثيراً .. لمحت .. تكلمت وشرحت، وبسطت الأمور .. صرحت بما يدور بذهني وبما يعتمل داخلي .. واجهتني بوجه خلا منه أي تعبير .. صدمتني بكلمات تبين أنك أغلقت عقلك بوجه كلماتي .. وصددت قلبك أما نظراتي المتوسلة أن تفهم ..
أعذرني حبيبي ..
     لابد أن أتركك .. لا بد أن أبتعد عنك لتدرك قيمة ما تملك .. لتفتقد نظراتي الحانية إليك .. لتفتقد صوتي الهامس لك .. لتفتقد ابتسامتي في حياتك .. لتفتقد دفئي في شتاءك .. لتفتقد سؤالي الدائم عن أحوالك وخوفي عليك من أبسط الأمور .. لتفتقد شوقي إليك حتى وأنت معي ..
سأبتعد عنك حبيبي لتفتقدني ..
     سأبتعد ولكني سأعود حبيبي .. سأعود لأجد الشوق في عينيك .. وسأجد الوجد في لمسات يديك .. والدفء بين ذراعيك ..
سأعود حبيبي لأجد حبيبي الذي افتقدت.

لحظات فوق السحاب



·   المكان: مدينة الملاهي المصرية "دريم بارك"
·  الزمان: شتاء عام 2008
·  المشهد: شاب عادي الهيئة، بسيط المظهر يجلس بجوار خطيبته المحجبة في مدخل البارك أمام كافية ما من الكافيهات المنتشرة هناك..
الشاب يسمع أغنية رومانسية منتشرة في الأجواء عبر مكبرات الصوت، ينهض من مكانه وينحني ليهمس شيئاً في اذن خطيبته .. تنهض خطيبته وعلى وجهها ابتسامة منيرة .. يأخذها بين ذراعية ويرقصان معاً .. بهدوء .. بحب .. برومانسية شديدة .. بمرح .. بخفة قدم وبهجة روح..
ويتحول المشهد أمامي والذي أتابعه من داخل الكافية الذي اجلس فيه إلى :
·  المكان: سحابة بيضاء متعلقة بأهداب السماء
·  الزمان: لا وجود له ولا تقدير .. إنه لحظات مقطرة من السعادة لا وصف لها
· المشهد: فارس يأخذ حبيبته بين ذراعية .. ينظر في عينيها بوله .. تبادله النظر بخجل .. يديرها في خفة .. تبتعد عنه مقدار ذراع، لتقترب من صدره تريح رأسها عليه في سعادة.
تمتزج الموسيقى باللحظة الفريدة فلا يدرك الناظر إليهما هل تنبعث هذه الأنغام منهما أم من حولهما .. يميلها للوراء قليلاً .. يسندها بذراعه بينما يمسك يدها بالأخرى .. يذهب بها ومعها إلى عوالم أخرى .. يتلاشى الزمان والمكان من حولهما .. لا وجود لنظرات الناس .. لا وجود إلا للسحابة التي يخطوان عليها بخفة ومرح خفيف يمتزج مع رومانسيتهما، لا يرى غيرها .. لا تحتل عينيها إلا صورته .. لا تفارق الابتسامة شفاههما .. يأخذها بين ذراعيه .. ينظر إليها.. 
يهمس: احبك .. 
تستقر نظراتها بين دفتي عيناه مثلما استقر قلبها قبلاً بين ضلوعه..
تهمس: أعشقك ..
يستمر في مراقصتها .. تنتهي الأغنية الحالمة وتسود الأجواء ألحان صاخبة تنبعث من مكبرات الصوت لتخرجهما من حالة الوجد التي كانا فيها .. وتعود بهما من فوق سحابة الحب إلى سطح الأرض .. يبتسم كل منهما في وجه الآخر .. ينحني ليلتقط حاجياتها .. يأخذ يدها ويغادران مشياً ..
أتابعهما بنظراتي حتى يختفيان عنها .. أفيق من ابتسامتي على لكز صديقتي لذراعي وهي تقول لي: بتضحكي على أية مش بسألك على حاجة !! مابتجاوبيش لية؟!
انظر إليها مندهشة وأرد: مش كنا بنتفرج على الاتنين اللي كانوا بيرقصوا سلو سوا دلوقت؟! .. سؤال إيه؟!
ترد باندهاش حقيقي: أتنين مين وبيرقصوا فين؟!
انظر حولي لاكتشف أن لا احد ممن حولي قد عاش معي اللحظات المنصرمة من الرومانسية والجو الحالم الذي كان يدور هنا .. اكتشف أن لا احد ممن كان يجلس حولي على الطاولة انتبه للأمر .. لم ير احدهم هذا المشهد الحقيقي للحب والذي جاء أمامي لينير وحدتي ويعيد لشفاهي البسمة، ويعيد لقلبي الأمل في الحب من جديد.
كانت صديقتي منشغلة بخطيبها الجالس بجوارها وصديقتي الأخرى منشغلة بصديق خطيب صديقتي في محاولة فاشلة منها لجعله خطيبها .. نظرت حولي فإذا بالطاولات الأخرى ممتلئة بشباب وفتيات لم يعودوا يدركون معنى الحب ولا يقدرون الرومانسية في فعل بسيط كهذا .. ولكني حمدت ربي أن رأيت ما رأيت ، فقد كنت قد بدأت أفقد إيماني بوجود الحب في دنيانا ولكنه قيض لي من غير هذه النظرة للدنيا .. وقيض لهما أن يراهما من يتذكر هذه اللحظات ليكتب عنها.
     أرجو أن يكونا الآن في مثل سعادتهما في هذه اللحظات،،

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

سمرائي..

      
     سمراء .. لونها مثل لون العسل الجبلي الصافي .. طويلة في اعتدال، سمهرية القوام، رشيقة مثل غزالة برية، أما شعرها فحكاية أخرى .. أسطورة خرجت من حواديت ألف ليلة وليلة، ليل حالك السواد لم يظهر له قمر، طويلاً تراه بلا نهاية، يختفي خلفه ظهرها المفرود، ناعم كأنها طلبت صناعته خصيصاً بمواصفات خيالية، لامع كأن النجوم انتقلت من السماء لتستقر راضية بين طياته..
     أما وجهها فسبحان من قال: كن .. فكان .. بيضاوي في استدارة خفيفة، تزينه عينان واسعتان مسحوبتان قليلاً تعلوهما أشواك رموشها السوداء المغروسة دوماً في قلوب ضحاياها .. أما لون عينيها فلا يعرف له قرار .. مثل العسل المصفى صباحاً، في خضرة الأشجار مساءاً، أما عندما تغضب أو تثور فلا يعرف لعينيها لون فهما خليط مدهش من البني والعسلي والأخضر، يحددهما إطار أسود .. نعم أسود يزيد من حيرة الغارق في بحور عينيها .. ويعلو هاتان العينان الآخاذتان حاجبان أسودان مثل قوس مشدود ينساب بينهما أنف أقنى يرتفع في نهايته بشمم، وتستقر تحته شفتان شهيتان في اكتناز وحمرة قانية طبيعية .. منفرجتان قليلاً بدون وعي منها فلا يعرف الناظر إليها هل هي انفراجة البراءة أم الإغراء!!..
     حسنا .. لقد وصفتها كما وعتها ذاكرتي تماماً، فبعد مرور خمسة عشر عاماً لازلت أراها بعين خيالي كأنني رأيتها بالأمس فقط .. لقد كانت دوماً المثال الحي أمامي للجمال المجرد فلم أرى طوال حياتي امرأة أجمل منها .. أما أين رأيتها فهي حكاية أخرى لا أظن أنها تثير الخيال .. ولكني سأرويها على أي حال ..
     رأيتها في فيلم أجنبي .. كانت هندية تتحدث الانجليزية وكان الفيلم اشتراك هندي بريطاني يحكي عن حقبة الاستعمار البريطاني للهند، أما هي فقد كانت بطلة الفيلم التي شاء حظها العاثر أن تيتم هي وأختها الصغرى الأقل منها جمالاً والأوفر دهاءً ..
     ويشاء الفيلم أن يختار المهراجا الهندي أختها الصغرى ليتزوجها، ولكنها تخاف على أختها من هذا الرجل الذي يماثل حجمه حجم قارب صغير وتشترط لإتمام الزواج أن يتزوجهما المهراجا معاً .. أي هي وأختها، وبالرغم من مقتها الشديد له وبالرغم من حبها الشديد لضابط بريطاني كان صديقاً لهذا المهراجا وأحبته قبل ولع المهراجا المتصابي بأختها الصغرى .. بالرغم من كل هذا إلا أنها فضلت أن تضحي بسعاتها وتتزوج هذا الفيل كي لا تبتعد عن اختها الصغرى وتستمر في رعايتها..
     ولكن ما لم تعرفه سمراءنا الجميلة أن أختها المتطلعة إلى الثروة، المتعطشة للسلطة هي من أوقعت المهراجا الضخم في حبالها بدهائها وحيلها الأنثوية فقد كانتا تحت رعاية هذا المهراجا بعد وفاة والديهما كوصي عليهما وككبيراً للقرية التي يقطنون بها ..
     ولهذا فقد حقدت عليها أختها الصغرى إذ اعتقدت أن سمراءنا تطمح في أن تشاركها مجدها ومنزلتها عند زوج المستقبل، ولكن المهراجا وافق على أي حال وحدد ميعاداً للزفاف قبل أن يتاح للأختين مواجهة إحداهما الأخرى والتحدث معاً .. وبناء على هذا فقد فصلت الأختان كل في جناح كي يتم تزيينهما وتهيئتهما لحفل الزفاف الذي سيستمر سبعة أيام متصلة..
     ولأن الأخت الصغرى مازالت على اعتقادها فقد ضغطت على زوجها كي لا يزور جناح زوجته الأخرى أبداً .. أي أختها، وامتد بها الغيظ حتى أنها أمرت بإخراجها من هذا الجناح وسجنها في غرفة منعزلة أعلى برج يقع في نطاق حديقة القصر الشاسعة بحيث أنها ترى سجن أختها دوماً وتعرف من الذي زارها، ولم تكتفي بهذا بل أمرت أحد الحراس أن يلازم باب الحجرة فلا تخرج أبداً ولكن تدخل إليها خادمة عجوز كل يوم بوجبة واحدة فقط وتؤدي لها مهامها من تمشيط شعرها والعناية بجسدها ..
     ويمرض المهراجا الضخم جراء أكلة دسمة لم تتحملها معدته المتخمة ولا يمهله المرض أكثر من ساعة حتى يكون قد قضى نحبه شهيداً للطفاسة .. ومن المعروف أن من عادات الهندوس أن من يموت زوجها يجب أن تحرق حية مع جثمانه، وبالرغم من أن سمراءنا قضت فترة زواجها منه محبوسة في القصر ثم البرج إلا أن القرية طالبت بحرقها هي بإعتبار أنها الكبرى .. ولكن أختها الصغرى رفضت بثورة وغضب وأصرت على أن تنول شرف حرق جثمانها مع زوجها على اعتبار انه كان لها وحدها، غير أنها لم تكن قد تألمت في حياتها بفضل أختها الكبرى ولم تكن تعرف كيف تحرق النار جسداً .. كانت صغيرة وجاهلة والحقد المتأصل فيها تمازج مع عندها ليصنعا قرارات غبية..
     وفي اللحظة الحاسمة أنقذ الضابط بمساعدة الخادمة العجوز محبوبته بعدما سمع أهل المهراجا يتفقون على أن يحرقوها هي أيضاً ولكن بعد حرق أختها الصغرى .. وعندما ابتدأت مراسم حرق الجثمان وتقدمت الزوجة الصغرى بكل اعتداد وبهاء لتشارك زوجها مثواه الأخير أطلقت صرخات مفزوعة أشبه بالعواء المتواصل عندما بدأت النيران تمسك بشعرها .. عندها إلتفتت أختها الكبرى إليها وهي تخطو أول خطوة نحو هروبها من هذا الجحيم واستلت مسدس حبيبها من جرابه وأطلقت عليها رصاصة أرتها قتيلة على الفور .. فقد كانت تشفق عليها من عذاب الموت حرقاً ورأت أنها بما أنها ستموت لا محالة فليكن بطريقة أرحم..
    وإلتفت أهل المهراجا وأعوانه إلى مصدر الطلقة التي حرمتهم من رؤية عرض لأبشع الطقوس التي عرفتها حتى الآن ورأوها وهي تهم بالفرار مع فارسها المنقذ وأبتدأ النزال ثم المطاردة، حتى نجح أخيراً بطلنا المغوار وتجاوز بحبيبته حدود المدينة هرباً ممن يطالبون بروحها..
     وانتهى الفيلم .. ولكن صورة هذه الفاتنة لم تغادر خيالي أبدأ وكان لابد أن أكتب عنها عسى أن تغادر الخيال لتستقر بين صفحات الورق .. أو فالأفضل لها أن تسكن بخيالات من سيقرأ عنها، خصوصاً وأنني لم أرها بعدها في أي عمل فني إلى الآن مع العلم بأنني لم أكن قد رأيتها قبل هذا الفيلم..
     إنها واحدة من القلائل اللذين يظهرون في حياة أي منا .. ينيرون خيالنا ولا نراهم بعدها إلا في هذا الخيال.

حبيبي .. أعشقك

سئلت على حين غرة .. ما هو الحب بالنسبة لك؟..
     لم أستطع التفكير بروية، فقلت أول ما خطر على بالي .. الحب هو الحياة، لا أستطيع أن أحيا بدونه، ولكني عندما انفردت بنفسي واستغرقت في التفكير بعمق في معنى الحب .. ما الذي يعنيه بالنسبة لي .. كيف أراه وأشعر به .. وجدتني أجيب على نفسي المتسائلة، الحب بالنسبة لي مثل:
     آه .. اخترق صوت عبد الحليم العذب أفكاري "" أهواك .. واتمنى لو أنساك وانسى روحي وياك وإن ضاعت يبقى فداك لو تنساني "" .. ليضيء ذهني بالمعنى الحقيقي للحب .. انه كل جميل .. كل نقي ورائع في الوجود.. انه كما أراه بعين خيالي (كوة) .. كوة منيرة معلقة في السماء، تنبعث من هذه الكوة أشعة كل شعاع منها يمثل معنى من معاني الحب ..
     فهذا شعاع الهوى .. وذاك شعاع الغرام .. وهناك شعاع الوله .. وشعاع الإعجاب .. وشعاع الذوبان .. الذوب في الحبيب لدرجة عدم الإدراك .. هناك أشعة كثيرة تنبعث من كوة الحب لتنير حياتنا وتضفي عليها سبباً للوجود والاستمرار ..
     ولكن أكبر وأجمل شعاع على الإطلاق .. أكثرهم إنارة وأقربهم إلى مركز الحب .. هو شعاع العشق ..
    هل أنار هذا الشعاع حياتكم قبلاً؟ .. انه رائع ودافئ .. أروع من دفء الشمس في يوم شديد البرودة .. من مسه منكم هذا الشعاع ووقع أسيراً للعشق فهو بالتأكيد يعلم عما أتحدث .. انه يأخذ المرء إلى آفاق وعوالم لم يكن يعلم بوجودها حتى ..
     ولا يعلم من يصيبه شعاع العشق إن كان دفء هذا الشعور الغامر يأتي من حوله ومن كل جميل محيط به أم من داخله .. من عمق قلبه ولمعة عيناه ..
حبيبي .. حبيبي ..
     أحبك وأرى أن الحب هو أروع ما خلقه ربي في الوجود .. احبك وأعلم أن هذا الحب هو أعلى المشاعر وأغلاها .. أحبك وقد تخطيت في حبي لك مستوى العشق .. احترقت بناره واحتضنته بداخلي حتى صار قلبي سكناً له .. جاء العشق ليملأ قلبي ويمهده بعرش حبك لتعتليه دون شريك .. دون منازع ..
     حبيبي .. قلتها لك سابقاً .. وأقولها الآن .. وأتمنى أن أناديك بها دوماً ..
حبيبي ..
     بدأت بالهوى .. ومررت بالغرام .. وتعلقت بأهداب الوله .. وفقدت اتزاني عند ذوباني بين ذراعيك .. وهاهو العشق يحملني لآفاق أخرى في حبك لم أكن أعلم أن لها وجود .. فهل سأستمر في زيادة مراحل حبك في قلبي؟.. وهل سيتحمل قلبي الصغير هذا الحب الكبير الذي فاض على جوانبه ؟ ..
حبيبي .. أعشقك .

الخميس، 15 ديسمبر 2011

كان اسمه حبيبي ..

     انبعث صوت وردة من هاتف احدهم تشدو .. كان .. كان اسمه حبيبي ..
واخذت إلى عالم آخر.. شردت في المعنى .. "كان اسمه حبيبي" .. ترى هل يستطيع الزمن أن يجعل من كلمة حبيبي فعل ماضي؟ .. وهل يستطيع ان يجعل من الحبيب نفسه ماضي؟ .. هل يكون حبيبي سابقاً لا أكثر؟!..
     لا اعتقد أن الحب الصادق القوي الحقيقي –وما أندره في هذه الأيام- تستطيع عوامل الزمن أن تمحوه أوتطويه في صفحات النسيان .. كلا حتى لو زعم أصحاب القلوب المطعونة غدراً وظلماً أن الزمن قادر على هذا.. إنهم يقولونها حتى لا يتهموا بالضعف وقلة الحيلة أمام من كانوا شاهدين عل فشلهم في الاحتفاظ بهذا الحب .. ولكن في الحقيقة هذه الجملة كاذبة تماما، ومن يقولها بصدق وإحساس لا يكون قد أحب على الإطلاق .. بل شبه له..
     فالحب ليس له شفاء أو دواء ولا يمكن أن ننسى أحباءنا أبداً مهما مر الزمن وتراكم .. بل انه لا يمحى من الروح مادامت الروح باقية لا تفنى بفناء أصحابها .. أؤمن بهذا تماماً.