في مقال بجريدة المصري اليوم كتبت الإعلامية القديرة "رولا خرسا" خبراً مثيراً للإهتمام عن متحف الشمع الشهير (مدام توسو) بلندن، وهو أن هناك ناشطون يهود طلبوا من المسئولين عن المتحف أن يغيروا ملامح القائد النازي (أدولف هتلر)..
والسبب في هذا كما يقولون، هو أن ملامح الاعتداد والثقة التي تبدو على وجهه تدفع الزوار إلى التقاط الصور معه بحماس شديد!!..
والمثير للدهشة أن إدارة المتحف قدمت اعتذاراً لجماعة الناشطين ووعدت بتغيير الملامح قليلاً إلى الانكسار أو حتى التواضع، أو نقل التمثال من موضعه إلى موضع آخر بعيدا عن الزوار بشكل أساسي!!!!!
لم أرى في حياتي شعباً أسوأ ولا حقر من هذا الشعب...
وقبل استطرادي في الحديث أذكركم بما ذكرتنا "رولا خرسا" من أننا نكرة الاسرائيلين وليست الديانة بحد ذاتها..
ولكن هؤلاء الوحوش الصغيرة المقززة والتي تشبه أسماك البيرانا تتخذ الدين واليهودية كذريعة لارتكاب المجازر والمهازل المشهورة عنها والتي تعلمونها جميعاً ونحن هنا في غنى ذكرها الآن تجنبا لارتفاع ضغط الدم..
إنهم يريدون التدخل في كل شئ .. كل شئ .. كل بلده وكل قرية وكل نظام وكل دولة..كلا...إنهم يريدون أن يسيطروا على كل ما يتنفس على كوكبنا.. ولا اعلم على وجه التحديد لماذا هذا الشعب الحقير ال"أوطى من الموس على الأرض" يسمى بالجنس السامي؟!!...
وأي تسامي فيما يفعلونه؟..وأي سمو فيما يرى العالم منه؟..
ولكن للأمانة مهما قرأت أو سمعت عن مبالغات من قبلهم في حق الدول، فلن أجد تدخلاً في شأن أو نظام مثل تدخلهم في شئون مصر..
هؤلاء البشر .. حثالة الكون .. فرضوا علينا –نتيجة لتعاون الخائن الأكبر معهم- ما يزيد عن الذكر من أمراض وانتهاكات واتفاقيات في صالحهم واستحواذ على ما يخصنا أكثر من أي بلد آخر..
ولا أريد أن اقلل من شأن ما فعلوه بفلسطين، ولكن فلسطين في حالة احتلال ومقاومة .. هجوم ودفاع..أي أن شبابها وشعبها أجمع مفوض في الدفاع عنها ولا يجد من أنظمته من بثنيه عن ذلك بدعوى إحلال الأمن والسلام..
ولكن في مصرنا العزيزة، نحن دوناً عن شعوب العالم مطالبين بأن نسكت .. نبتلع اهانة ونستحلبها كأنها دواء مهضم.. مطالبين بأن نضغط أعصابنا عند الاعتداء على أرواحنا..
ليس لنا أن نشكو.. ليس من حقنا أن نثور وندافع.. فقط أن نندب.. أن نشجب .. أن نلبس ملابس الحداد ونتقبل العزاء بهدوء في كرامتنا المهدرة ودمنا وما يخصنا..
وليس المقصود بكلامي هذا أن نسارع لإعلان الحرب مع إسرائيل.. كلا .. فلا نملك حالياً من معدات ووسائل ما يخولنا دخول حرب مع أقوى الدول جيشاً وأسلحة..
ولكن المقصود هو أن نستعيد كرامتنا، ونلتفت لبلدنا.. نوقف تصدير الغاز المملوك لنا والذي يستخرج من أرضنا لهم.. نستدعي سفيرنا ونرسل لهم سفيرهم.. نقطع علاقتنا بهم ونؤمن حدودنا معهم..
نعمل لصالح هذا البلد الذي نعيش من خيره.. نجتمع على العمل والصعود بقوتنا.. ليست العسكرية فقط، ولكن الإنتاجية والزراعية والصناعية وكل ما يجعلنا نستغني عن العالم بما نملكه، وعندما نكون أقوياء من الداخل.. صدقوني لن يجروء عدو مهما كانت قوته أن يهددنا من الخارج..
لن ننحني لأية رياح.. ستخافنا الدول القوية الباطشة.. وتحترمنا الدول الأخرى المتقدمة، وستصبح مكانتنا أعلى وأفضل عندما نجمع بين القوة والعلم والعمل...
ولن أسوق لكم أمثلة فإنا نطلع على مجريات الأمور ونعلم أياً من البلدان نهضت بسبب العلم والعمل من الحضيض إلى مصاف الدول الكبرى.. ولكني سأقول لكم شيئاً واحداً وهو الحل الوحيد لما يجري لنا في رأيي المتواضع..
الحل هو أن أبدأ بنفسي.. أجل أبدأ بنفسي وأطورها وأعلمها أكثر مما تعلم. أجتهد أكثر في عملي وأراعي ربي أكثر في كل ما حولي.. أقول للمخطئ في وجهه عن خطئه واحني رأسي تقديراً للمصيب في عمله..
لو كل من ابدأ بنفسه وطورها لتصبح أفضل مما هي فيه الآن سنجد أننا جميعاً قد انتظمنا مثل تروس الساعة السويسرية على شئ واحد.. مصلحة بلدنا..
لو أن كل منا بدأ بنفسه ونشر هذا الفكر من خلال عمله وتصرفاته سنكتشف أننا أفضل بكثير مما نبدو، وأن صفاتنا الرائعة الكامنة فينا قد آن لها أن تظهر وتجعلنا أفضل..
الشعوب الحقيقية تعمل مع بعضها.. وليس ضد بعضها..
سأبدأ بنفسي. وسأستمر إن شاء الله .. وستكون بلدي أفضل البلاد أن لم تكن أفضلها على الإطلاق.. وستهابنا أسماك البيرانا القذرة التي تقبع على مقربة منا تنتظر أي لحظة سهو من جانبنا لتنقض علينا .. تنهش فينا بلا رحمة..
اوتعلمون .. سننقض نحن عليها.. فقط أن آمنا بذلك وعملنا على تحقيقه.